التحرش الجنسى فى الأعياد تحول لوسيلة من وسائل الترفيه للمراهقين فى الأعياد، وأصبحت حفلات التحرش الجماعى مادة للتصوير والنشر على مواقع الإنترنت، للتأكيد على أن مصر أصبحت الدولة رقم 1 على مستوى العالم فى انتشار التحرش الجنسى . واصبحت الأعياد والمناسبات لا تخلو من حفلات التحرش جماعى بالفتيات، فى الحدائق والمتنزهات والشوارع والمواصلات، وعلى كورنيش النيل، والسين مات…. لتصبح الظاهرة الأكثر تهديداً للمرأة التى افتقدت الأمان، فعلى الرغم من التغيير، الذى تشهده البلاد بعد ثورة يناير، إلا أن ظاهرة التحرش الجماعى في الشوارع والأماكن العامة عادت لترتبط بالأعياد وتشهد مواقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك وتوتير) حملات مكثفة لمواجهة الظاهرة، حيث أقدمت أعداد كبيرة من الفتيات على سرد ما يجرى لهن وما يتعرضن له من مضايقات بالشوارع والأماكن العامة من تحرش لفظى، يتطور في بعض الأوقات إلى ما هو أسوأ، وحفلت مواقع التواصل الاجتماعى بالعديد من المقالات و”البوستات” والصور، التى ترصد الظاهرة وتحاول مواجهتها، وتقارن بين الماضى والحاضر، حيث ردت بالصور على ما يروجه البعض من أن زى الفتيات هو السبب في التحرش، حيث نشرت مواقع التواصل صورا لمنتقبات يتعرضن للتحرش. التحرش الجنسي الذي تتعرض له المرأة العربية في ميدان العمل يجب طرحه بصورة مختلفة عن صورته النمطية، خصوصا أن التحرش لا يكون فقط بالاعتداء المباشر، لكن يمكن أن يكون عن طريق اللفظ أو النظرة أو الحركة وتتلخص الاثار النفسيةللمرأة عند تعرضها للتحرش الجنسى بحالة من الخوف والقلق وفقدان الثقة بالذات وبالآخرين وشعور بالغضب من الآخرين، وأحيانًا شعور بالذنب كون المرأة حين تتعرض للتحرش كثيرا ما تتوجه لنفسها باللوم وأحيانا الاتهام، ولسان حالها يقول ماذا فعلت لكي يفكر هذا الشخص فى التحرش بى؟، كما أن الضحية تفقد قدرتها على الاقتراب الآمن من رجل، وإذا تزوجت فإنها تخشى العلاقة الحميمة مع زوجها لأنها تثير لديها مشاعر متناقضة ومؤلمة.
ولابد من تفعيل قوانين مناسبة لمواجهة التحرش، وضرورة توافر دور حيوى للمراكز البحثية الاجتماعية والجنائية والسياسية فى التحليل الجيد للمشكلة ومعرفة مدى انتشارها وأسبابها، ودور الشباب فى توثيق تلك الحوادث والعمل على العلاج النفسى للضحايا و تقديم الجانى للمحاكمة. لكن لابد للجهود المجتمعية أن تدعم أيضا بجهود مؤسسية منظمة. من خلال التأكيد على دور وسائل الاعلام فى التوعية والانتشار الأمنى فى أماكن التجمعات ووسائل النقل وتفعيل القوانين المضادة للتحرش. ولم تستسلم المرأة المصرية لخطاب القهر والقمع والسيطرة الذى كتب على جسدها، وذلك من خلال مشاركتها فى الثورة ومطالبتها بحياة كريمة لها ولأسرتها، وهذا بصفة عامة، أما فيما يتصل بقضية التحرش الجنسى فرغم تزايد آلامها فيما بعد الثورة من تزايد معدلات التحرش إلا أنها ترفض أن تكون مجرد مستقبلة للسلطة والقهر فتقاوم ذلك لذلك نرى أن تزايد معدلات وحدة وعنف التحرش الجنسى فى المجتمع هو خلل تربوى ودينى وأخلاقى، كما أنه وبالمثل خلل فى النظام السياسى والقانونى. وهو شأن لن يحل بين عشية وضحاها وسيحتاج المجتمع إلى سنوات طويلة لإعادة ترميمه بعد تآكل أجزاء أصيلة منه ليعود ويتعافى من الأمراض التى أصابته منذ عقود.